أعراض السكري وكيفية تشخيصه

كيف تعرف أنك مصاب بالسكري؟

يُعتبر داء السكري من أكثر الأمراض شيوعًا في عصرنا الحديث، ويؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للفرد. يعد السكري حالة طبية تحدث عندما يكون مستوى السكر في الدم (الجلوكوز) مرتفعًا بشكل غير طبيعي، ويمكن أن يكون مصحوبًا بعدد من الأعراض والعلامات التي قد تظهر تدريجيًا أو بشكل مفاجئ. إذا لم يُشخص المرض في وقت مبكر أو إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل أمراض القلب، الفشل الكلوي، ضعف الرؤية، والعديد من المشاكل الصحية الأخرى. في هذا المقال، سوف نناقش الأعراض والعلامات التي تشير إلى الإصابة بالسكري وكيف يمكن تحديد ما إذا كنت مصابًا بهذا المرض.

أنواع داء السكري

قبل أن نتناول كيفية التعرف على السكري، من المهم أن نفهم أنواع هذا المرض. يوجد نوعان رئيسيان من داء السكري:

1. السكري من النوع 1: يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين. يمثل هذا النوع من السكري حوالي 5-10% من حالات السكري ويظهر غالبًا في مرحلة الطفولة أو الشباب.

2. السكري من النوع 2: في هذا النوع، لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال (مقاومة الأنسولين) أو لا يُنتَج الأنسولين بكميات كافية. يعتبر السكري من النوع 2 أكثر شيوعًا، خاصة بين البالغين، وهو يشكل حوالي 90-95% من حالات السكري.

3. سكري الحمل: هو نوع مؤقت من السكري يحدث أثناء الحمل ويختفي عادة بعد الولادة، ولكن النساء اللواتي أصبن به معرضات بشكل أكبر للإصابة بالسكري من النوع 2 لاحقًا.

الأعراض الشائعة للسكري

الأعراض المبكرة للسكري قد تكون خفيفة أو قد لا تظهر على الإطلاق، مما يجعل من الصعب اكتشاف المرض في مراحله المبكرة. ومع ذلك، هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تكون مؤشرًا على وجود السكري، وتشمل:

1. التبول المتكرر
   
   يعتبر التبول المتكرر من أولى الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بالسكري. عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، يبدأ الجسم في التخلص منه عبر البول. قد تشعر بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر حتى في الليل، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم.

2. العطش الشديد
   
   يرتبط التبول المتكرر بفقدان السوائل من الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالعطش الشديد. إذا كنت تشعر بحاجة دائمة للشرب، حتى بعد تناول كميات كبيرة من السوائل، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة في مستوى السكر في الدم.

3. الجوع المستمر
   
   على الرغم من تناول الطعام بانتظام، قد تشعر بالجوع المستمر. يحدث هذا لأن الجسم لا يستطيع استخدام السكر بشكل فعال كوقود للطاقة بسبب نقص الأنسولين أو مقاومته. نتيجة لذلك، يشعر الجسم بالحاجة إلى المزيد من الطعام.

4. التعب والإرهاق
   
   نقص قدرة الجسم على تحويل السكر إلى طاقة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب الشديد والإرهاق. حتى مع الراحة والنوم الكافي، قد تظل تشعر بالإرهاق المستمر، مما يؤثر على جودة حياتك اليومية.

5. فقدان الوزن غير المبرر
   
   في حالات السكري من النوع 1، قد يحدث فقدان الوزن غير المبرر بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة. في الوقت نفسه، يبدأ الجسم في استخدام الدهون والعضلات كمصادر بديلة للطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.

6. رؤية ضبابية
   
   يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تراكم السوائل في عدسة العين، مما يسبب تغيرًا في الرؤية. قد تشعر بأن رؤيتك أصبحت ضبابية أو مشوشة. إذا استمر هذا العرض لفترة طويلة دون علاج، فقد يؤدي إلى مشاكل دائمة في العين.

7. بطء شفاء الجروح
   
   من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى السكري هو بطء شفاء الجروح أو الإصابات. يعاني مرضى السكري من ضعف في قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة التالفة بسبب التغيرات في تدفق الدم وتراجع قدرة الجهاز المناعي.

8. تنميل أو وخز في اليدين والقدمين
   
   يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأعصاب، ما يعرف بالاعتلال العصبي السكري. يسبب هذا التآكل في الأعصاب شعورًا بالوخز أو التنميل في اليدين أو القدمين. في الحالات الشديدة، قد يتسبب السكري في ضعف في العضلات وفقدان الإحساس.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري

يعتبر داء السكري من النوع 2 مرضًا مرتبطًا بالعوامل الوراثية ونمط الحياة. هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري، ومن أبرزها:

1. السمنة
   
   تعتبر السمنة من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين. الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع 2.

2. نمط الحياة غير النشط
   
   قلة النشاط البدني تعد من العوامل التي تساهم في الإصابة بالسكري. من المهم الحفاظ على مستوى نشاط بدني منتظم لتحسين حساسية الأنسولين.

3. التاريخ العائلي
   
   إذا كان لديك أحد أفراد العائلة (والد، أو شقيق، أو أخت) مصابًا بالسكري من النوع 2، فإن فرص إصابتك بالمرض تزداد.

4. العمر
   
   يزداد خطر الإصابة بالسكري مع تقدم العمر، خاصة بعد سن الأربعين.

5. الحمل السابق
   
   النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل أثناء فترة الحمل، معرضات بشكل أكبر للإصابة بالسكري من النوع 2 لاحقًا في حياتهن.

6. ارتفاع ضغط الدم
   
   قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بالسكري، نظرًا للصلة القوية بين المرضين.

7. ارتفاع مستويات الكوليسترول
   
   يمكن أن يساهم ارتفاع مستويات الكوليسترول في زيادة خطر الإصابة بالسكري، خاصة إذا كان هناك خلل في مستوى الدهون في الجسم.

كيفية تشخيص السكري

لتشخيص مرض السكري، يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات التي تهدف إلى قياس مستوى السكر في الدم. من بين الاختبارات المستخدمة لتشخيص السكري:

1. اختبار الجلوكوز العشوائي
   
   يتم قياس مستوى الجلوكوز في الدم في أي وقت من اليوم، بغض النظر عن آخر مرة تناول فيها الشخص الطعام. إذا كان مستوى السكر في الدم أعلى من 200 ملغ/ديسيلتر، قد يشير ذلك إلى الإصابة بالسكري.

2. اختبار الجلوكوز الصائم
   
   يتم قياس مستوى الجلوكوز بعد صيام لمدة 8 ساعات على الأقل. إذا كان مستوى الجلوكوز أكثر من 126 ملغ/ديسيلتر، فإنه يشير إلى احتمال الإصابة بالسكري.

3. اختبار تحمل الجلوكوز الفموي
   
   يتم تناول محلول يحتوي على الجلوكوز، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعتين. إذا كانت مستويات السكر أكبر من 200 ملغ/ديسيلتر، فإن الشخص يعتبر مصابًا بالسكري.

4. اختبار HbA1c
   
   هذا الاختبار يقيس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. إذا كانت النتيجة 6.5% أو أكثر، فهذا يشير إلى الإصابة بالسكري.

كيفية الوقاية من السكري

يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليل خطر الإصابة بالسكري، وتشمل:

1. الحفاظ على وزن صحي
   
   يعتبر الحفاظ على وزن صحي من أهم العوامل للوقاية من السكري، حيث يساهم فقدان حتى 5-10% من الوزن في تحسين حساسية الأنسولين.

2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
   
   ينصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل، خمسة أيام في الأسبوع، لتعزيز صحة القلب والوقاية من السكري.

3. اتباع نظام غذائي متوازن
   
   يجب تناول طعام صحي يحتوي على الفواكه، الخضروات، البروتينات، والدهون الصحية. من المهم الحد من تناول السكريات المكررة والأطعمة عالية الدهون المشبعة.

4. مراقبة مستوى السكر في الدم
   
   للأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري أو لديهم تاريخ عائلي للمرض، فإن مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام يمكن أن يساعد في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.

الخاتمة

داء السكري هو مرض مزمن قد يكون له تأثيرات طويلة المدى على صحة الفرد إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل مبكر. لذلك، من المهم أن يكون لدى الأشخاص الوعي الكافي بالأعراض والعوامل التي قد تشير إلى الإصابة بهذا المرض. من خلال اتخاذ الخطوات المناسبة في وقت مبكر، يمكن تجنب المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالسكري، مما يساهم في تحسين نوعية الحياة وحمايتها.